الأحد، 21 أكتوبر 2012

عندي النمبز وماسنجر وياهو/ بن عفيف وبادحمان


..... المقطع لبن عفيف وبادحمان......
الدان الحضرمي يتجدد ويتطور وتدخل إليه الأغراض الحديثة والمستخدمة في عصرنا الحديث 
مثل ( الجوال ... والنت ..وغيرها من الأغراض الجديدة التي لم يعرفها أجدادنا من قبل )
وهذا الأسلوب إتخده المحضار أيضاً عندما بدأ ضهور الهاتف الأرضي في مناطق حضرموت

أنشد قائلاً 
لعاد ترسلي رسول اليوم ... كلمنا من التلفون 

لا أبعد الله داركم ياخل عن داري
لكن أحكام المقدر والقضاء جاري
لا ماتبا حد يفهم أسرارك وأسراري
سيم الهوى ممدود من صيره إلى سمعون
لعاد ترسل لي رسول اليوم كلمنا بالتلفون


خانوا الأمانه الناس لاتعطيهم أسرارك
إنك تبا عزتك تبقى هي ومقدارك
معاد حد ينفعك إلا لاجل دينارك
والود والرحمه معاده منهم مسهون
لعاد ترسل لي رسول اليوم كلمنا من التلفون


ونا إذا دق الجرس في الحال بالبي
سماعه التلفون برفعها إلى قلبي
وأنت سمع دقات قلبي خاف تشفق بي
مابا يدق القلب إلا مع ولع وشطون
لعاد ترسل لي رسول اليوم كلمنا من التلفون


حك لي بما عندك وبحكي لك بما عندي 
وأنت لوحدك في محل هادي ونا وحدي
لاتهمر العداد يمشي يلعن أبو العدي
لاقد ضمنا صحتك إللي يكون يكون
لعاد ترسل لي رسول اليوم كلمنا من التلفون

الاثنين، 8 أكتوبر 2012

ديوان ( أشواق حضرمي ) للشاعر ابو سعد النشوندلي



اشواق حضرمي

(ديوان شعر باللغة العربية الفصحى)

كتبه:
أبوسعدالنشوندلي

(حقوق الطبع محفوظة)

لتحميل الديوان
إضغط هنا












قصيدتين مختارة  من الديوان 





    3)قصيدة ابنيّتَي


ابنيّتي قد شاب رأسي ولحيتي
ومضت صروف الدهر تهدم قوتي

  
في ثالث العقد اعيش مجندلا

بين المشيب غارقا في علتي

  
أبنيّتي هذا الهزال يجرّني

نحو السقام عابثا في صحتي

  
ومضى يطاردني سؤال حائر

وترددت أصداؤه في خلوتي

  
حتى متى هذا الهزال ينوشني

قد آن يرثى لدمعة طفلتي

  
ومضت ملامحه تسطّر رسمها

وعلى شحوب الوجه غابت فرحتي

  
لاتأسفِي مما رأيتِ من الاسى

خلف الشحوب بداية لحكايتي

  
هذا شبابي تائه في غربة

وغدوتُ ارقبه ليمسح عبرتي

  
ومضى صديقي ساخراً في قوله

أنت النحيل مثل وزن الريشة

  
ماضرّني هذي السهام وجرحها

شرف المهند في رقيق الشفرة

  
ماضرني يوما مقالة شامت

أو طاعن ابدى مساوئ عورة

  
سأظل يابنتي أكابد حرقة

حرّى تشّب جحيمها كالجمرة

  
سأعيش في هذي الحياة مؤملا

شيب الروؤس غير شيب الهمة

  
سأظل أبدي للزمان تجلّدي

الصبر زاد وهو نعم مطيتي

  
لاتحسبي اني هزمتُ موليا

مهما رموني انني كالنخلة

  
لاتحسبي اني حزنتُ لقولهم

قلبي كبحر لم تصبه الكدرة

  
اني امرؤ سأعيش دوما عاليا

وتلوح امآلي كمثل الراية

  
ان زارني هم دعوتُ الهنا

ان الكريم لكاشف للكربة

  
مدي يديكِ ياابنتي لدموعنا

من غيركِ انتِ يضمّد دمعتي

  
قدقالوا عني شاحبا اوبائسا

محدودب الظهر هزيل البنية

  
اني كتمتُ جراحهم ومقالهم

إن الشماتة هي شر بضاعة

  
هذا الهلال يغرّني في حسنه

محدودب الظهر رشيق القامة

  
يختال في خطواته ولباسه

وغدا يتيه في وشاح الفضة

  
هذا الهلال إنّ جسمي مثله

متنقل في الضعف ثم القوة

  
هذي الحياة مراحل ومراتب

بين الغناء وبين بؤس الفاقة

  
ياليت عيشي في الحياة قناعة

تفنى كنوز والقناعة ثروتي

  
ماغرّني هذي الكنوز وسحرها

اني سعيد في ربوع الاسرة

  
ويزيدني الرحمن أعظم منّة

بهداية للدين اغلا غايتي

  
الدين امسى للحياة سعادة

لولاه كنا في جحيم الغابة

  

................................................................................................................
قصيدة(عاشق من حضرموت)          
أنا حضرمي قد عشقتُ بلادي
 
وتراقصت في خاطري وفؤادي
  
ومضيتُ ارسم حبها في مقلتي
 
وأنا المتيمُ في ربوع بلادي
  
وأبيتُ في فرح أغازل حبها
 
وتعانق العين الربى والوادي
  
ياحضرموت الحب رفقاً فالهوى
 
يجري على القلب بلاميعاد
  
ونظمتُ من سحر القصيد بلابلا
 
تروي الفؤاد بنغمة الانشاد
  
بلدي لكِ الاشواق غنّت حرة
 
وتهيم في روحي ودمعي حادٍ
  
ونشأتُ في أحضانها متألقا
 
نجمي يضوي في سما الامجاد
  
وسكبتُ فيها ادمعي بصبابة
 
قد ازهرت في عشقها اورادي
  
ويطير من شوقي حنين مغرّد
 
ويفيضُ من قلبي بحار مداد
  
ياحضرموت الخير زيديني هوىً
 
اني غريب قد سئمتُ بعاد
  
ورحلتُ يابلدي ولولا حاجة
 
قد أرهقتني ولقمة الاولاد
  
وتركتُ يابلدي هواكِ مكرها
 
ونزلتُ في بعدٍ وأنتِ مرادي
  
ورماني دهري بين فكّي غربة
 
أجرت دموعا اظلمت اعيادي
  
وتخاصمتْ نفسي وقلبي والكرى
 
وتقرّحت عيني بطول سهاد
  
ومضى الحبيب مواسياًفي غربة
 
صبراً ترى الخطب بهذا عادي
  
وتمرُّ ايامٌ وعمرك ينقضي
 
وتعود مسرورا الى الاولاد
  
صبراً خليلي فالحضارم قومنا
 
امثالنا في غربة وبعاد
  
كتب الزمان عليهمُ أن يرحلوا
 
وتفرّقوا شتى بكل بلاد
  
في ارض جاوة والخليج وهندها
 
هم في لظى والبعد بالمرصاد
  
ياليتني يوما أعودُ لبلدتي
 
اروي لها الجرح وكل جهاد
  
ولقد خشيتُ بأن أموت بغربة
 
وحنين شوقي لخالد وسعاد
  
اولادي مهلا إن تباعد حبنا
 
روحي تطير في سباق جياد
  
وتبدلت احلامي بعد فراقكم
 
ولبستُ في سفري ثياب حداد
  
ومضى كفيلي ظالما في حدّة
 
وكأنني العبد لدى الاسياد
  
واذا سالتُ الحق زاد شراسة
 
الويل من قهري وبؤس عناد
  
في كل يوم إن رآني مهدداً
 
وأنا الاسير اعيشُ في استبداد
  
ومضيتُ ادفعُ للكفيل هدية
 
او حزية العام مع الاسناد
  
هذي معاملتي وإني مسلم
 
القى الهوان وسطوة الآساد
  
واذادعوني قالوا انت معفّن
 
قالوها في غضب وفي احقاد
  
ياليتني جذعا اعيشُ ببلدتي
 
بين الكرامة شامخ الاوتاد
  
هذي حروفي قد ختمتُ دموعها


انا حضرمي قد عشقت ُبلادي
  


ثلاثون 30 قصيدة لعميد الدان وعاشق النغم حداد بن حسن الكاف

بسم الله الرحمن الرحيم  

يسر مدونة الشعر الحضرمي أن تضع بين يديك أخي القارئ قصائد عميد الدان وعاشق النغم 
حداد بن حسن الكاف 
وهي عبارة عن (30) ثلاثين قصيده مختاره
 ومن أهداف مدونة الشعر الحضرمي
 ربطها بمواقع الشعر والدان الحضرمي الأخرى                            
             العامة والخاصه بالشعراء أنفسهم                                          
 لذالك سيكون تصفح ال(30) قصيده عبر الرابط التالي                                 

إضغط هنا لتصفح القصائد من موقع عميد الدان                                   
 


 نبده عن الشاعر




نسبه وميلاده :
هُوَ السيد عمر بن حسن بن عبدالله بن عبدالرحمن الكاف ، والملقَّب (حدَّاد) ، وُلِدَ بمدينة تريم حضرموت عام 1327هـ الموافق 1907م.
نشأته وتربيته :
نشأ وتربَّى على يد والده الأديب العالم الشاعر الشهير حسن بن عبدالله الكاف الذي ولد بمدينة تريم عام 1297هـ ، وقد دأب والده منذ صغره على تلقِّي العلوم والآداب حيث كانت مدينة تريم في عصره مناراً للعلم والثقافة والأدب ، حيث تتلمذ على يد أشهر علمائها وشيوخها ، وكان مُوَزِّعاً وقته بين المعاهد العامة كالرباط والزوايا والمساجد وبين منازل العلماء والشيوخ والأئمَّة ينهل من علومهم بشغف ، إلى جانب ذلك كان كثير الإطِّلاع في كتب النَّحو والفقه والتصوُّف وغيرها من الكتب العصرية في الأدب والإجتماع والسياسة ، مع زمالته للحبيب عبدالله بن عمر الشاطري والشيخ محمد بن علي الخطيب والشيخ أبوبكر بن أحمد الخطيب. وقد أهَّلته علومُه إلى الإفتاء والقضاء ، ولكنّ نفسه عزفت عن ذلك ، فهو ذو نفسٍ زاهدةٍ متواضعة ، تَوَّاقةٌ إلى التحصيل العلمي والتحلِّي بالخلق العظيم ، ورغم ذلك كُلُّه كان محل إستشارة الجميع ، وكان يتبَوَّأُ مكاناً سامياً بين أقرانه ، وقد كان عَمُّه الثَّري شيخ بن عبدالرحمن الكاف وأبناؤه يحترمون آرائه ويعملون بها ، وقد ساهم بكثير من أموالـه في المشاريع الإصلاحية من بناء للمساجد ودعم المعاهد وشقِّ الطرقات وإستقدام الأطبَّاء إلى تريم وفتح المكتبات وغيرها. وكانت من أبرز معالمه الخاصة في مدينة تريم والتي كانت على نفقته بناء مسجدين. وأعظم تلك المعالم هي مكتبته الضخمة التي أوقفها على طلبة العلم ، وقد بنى لها بنايةً خاصَّةً عام 1331هـ ، وحين جُمِعَت المكتبات بتريم وُجِدَ بمكتبته ما يقارب (559 كتاباً) مطبوعاً و (45 كتاباً) مخطوطاً في علوم التفسير والحديث والفقه والأدب والتاريخ والتراجم واللغة وغيرها. مع كُلِّ هذا وذاك فقد كان حسن بن عبدالله شاعراً مرموقاً ولـه أشعار كثيرة بالفصحى والحكمية ، حيث وللأسف لم نتحَصَّل إلاّ على النزر اليسير من قصائده. وقد ذكره الأستاذ عبدالله بن محمد بن حامد  السقاف في كتابه تاريخ الشعراء الحضرميين – الجزء الخامس – وترجم عنه وأورد لـه قصيدة بالفصحى. توفي حسن بن عبدالله الكاف في تريم بتاريخ 18/محرم/1346هـ- 1928م. (له ترجمة وافية في كتاب مطبوع له إسمه "رحلة وديوان").
تنقلنا تلك الترجمة المُبَسَّطة عن حياة والد الشاعر نشأته وتربيته في بيئة مليئة بالعلم والأدب ، وكانت تربية دينيَّة وأدبيَّة، وقد أدرك في طفولته السيدين الفاضلين الحبيب علي بن محمد الحبشي والحبيب أحمد بن حسن العطاس.
وقد عاش حدَّاد في عائلة ثريَّة مكَّنته من الحياة الراغدة الكريمه ، وكأبناء عصره تعلَّم أوَّل ما تعلَّم قراءة القرآن الكريم وحفظ بعض سوره في كتاتيب مدينة تريم، ثُمَّ ألحقه والده بمدرسة جمعيَّة الحق بتريم فدرس فيها إلى جانب علوم الفقه والنحو والأدب والعلوم الطبيعية والتاريخ والجغرافيا والحساب ، ولأنَّه كان من النابغين رُشِّحَ إلى بعثة مع تسعة من زملائه إلى الخارج لإكمال الدراسات العليا هناك ، لكن بعضاً من علماء ومشائخ والده حالوا دون ذلك على ذهاب البعثة ، لعَلَّ هذا أفقد الشاعر صقل موهبته وتنميتها بالدراسة العلمية. وقد تتلمذ أيضاً على أيدي كثير من العلماء بمدرس رباط تريم ، منهم الحبيب أحمد بن عمر الشاطري والحبيب عبدالله بن عمر الشاطري. وكذلك تلقَّى تعليمه الديني على أيدي كثير من شيوخه منهم الحبيب عبدالباري بن شيخ العيدروس ، حيث كانت لـه عنده مكانةً خاصَّه وبينهم مكاتبات ، ومنهم أيضاً الحبيب أبوبكر السري والحبيب الفاضل علوي بن عبدالله بن شهاب والحبيب عمر بن عبدالله الحبشي وكثيرون من عصرهم قرأ عليهم وحصلت لـه منهم الإجازات والإلباس. وكان محافظاً بالزّي الرسمي الذي يستعمل في عصره مثل الطويلة (الجُبّه) والعمامة والألفية.
حياته الفنيَّة والثقافيَّة :
كانت حياة حدَّاد بن حسن الثقافية هي امتداد لحياة والده، فقد عَلَّمه والده وأدَّبه فأحسن تأديبه وأدخله كما سبق مدرسة جمعية الحق ورباط تريم وأخذه معه إلى الزوايا والمساجد والمكتبات يُنَمِّي مداركه وآفاقه بالعلم والأدب والثقافة إستمرَّ حدَّاد بعد وفاة والده في التردُّد على دور العلم في تريم ، وتفتَّحت لـه آفاق ثقافية واسعة وتكوَّنت لـه خلفيَّة فقهيَّة حتى كان يوماً من  رجال مجلس الإفتاء بتريم كان إهتمامه كثيراً بالعلم والأدب ، وبيته يضمُّ مكتبة من المطبوعات التي طبعها على حسابه الخاص في مصر من كتب الفقه والحديث والتفسير والأدب وغير ذلك. وكان يهتمُّ بالمخطوطات من كلام أهله من الأسلاف والصوفيَّة ، وعنده من المخطوطات التي خطَّها على حسابه الخاص بما يقدَّر بخمسين مخطوطة على وجه التقريب.
كُلُّ هذه المعارف والمدارك صقلت فيه موهبةً شعريَّةً مُتَوَّقة رفعته إلى مصاف كبار شعراء العاميَّة في اليمن وكانت تريم آنذاك تغُصُّ بالأدباء والشعراء مثال: أبوبكر بن شهاب ، زين العابدين الجنيد ، زين بن حسن بلفقيه ، المؤرِّخ محمد بن هاشم ، حسن بن عبدالله الكاف. ومن معاصريه السيد محمد بن سقاف الهادي ، علوي بن زين بلفقيه ، سالم بن عبدالقادر العيدروس ، مستور حُمادي ، امبارك الجليل ، عبد بن عامر ، كندي ، سعيد بن مرزوق، وغيرهم ممَّن لم تسعف الذاكرة ذكرهم. وقلَّ أن تجد أحداً من أولئك الأدباء إلاّ وهو مُطَّلِع بأمور الفقه والدين.
وكان هؤلاء الشعراء يكتبون أشعاراً باللغة الفصحى وباللهجة الدَّارجة ، وأشعارهم الدَّارجة أمَّا تنشد كقصائد ومُوَّشحات دينية أو تغنيها الفرق الشعبية على الطبول والناي ، كفرقة آل باصالح والفرق الخاصة ببني مغراه. أو يكتبون قصائد معارضة للقصائد التي توفد من شمال الوطن كأشعار العنسي وابن شرف الدين والآنسي وغيرهم تغنَّى سماعيَّاً بنفس الألحان الصنعانية.
وقد عارض بعض العلماء كتابة الشعر الدارج –العامي- على ألحان (دان الجمَّالـه) وهُوَّ الدَّان الذي كتب حدَّاد جُلَّ قصائده على ألحانه، حيث كانت المرأة تشارك في أصوات الدَّان وعندما ظهرت بعض الآلات الموسيقية في وادي حضرموت … وأهمها العود والكمنجه (الكمان) أو (الربابة) ، كان أبرز العازفين عليها الفنان عبدالقادر بن حسين الكاف صاحب الصوت الحَسَن والذي خلَّف من بعده إبنيه الفنانين حسين وعيدروس ، وبالرغم من عدم إستحسان بعض العلماء للموسيقى إنتشرت بالوادي وفي ذلك الوقت بدأت تتفتَّح موهبتان في الشعر وفي الفن لحدَّاد بن حسن، وتعلَّق قلبه كثيراً بنغمات الدَّان والموسيقى وكان يحضر جلسات الطرب. ثمَّ بدأ يتعلَّم العزف على آلتي العود والكمان ليس لغرض الغناء، ولكن لغرض تطوير مداركه الحسّيَّه في الفن والموسيقى، وتعَرَّفَ على أحد الفنّانين البارزين في (حوطة أحمد بن زين) وهو العلاّمه الحبيب عمر بن عبدالله الحبشي رجلٌ وقور وشيخ من شيوخ العلم والفن وكَوَّن معه صداقة متينة دامت إلى أن توفِّي العلاَّمه الشيخ. وقد استوفد من مدينة عدن الفنّان – عمر غابه – ليُعلِّمه فنون آلة الكمان إن حدّاد عاشق للفن ولـه أذن موسيقية تُفَنِّد النشاز من الأصوات ، وحُبِّه للدّان جعله يصادق الكثير من شعرائه وملحّنيه ومغنيه، وتوثَّقت عرى هذه الصداقة فأصبح يزورهم ويزورونه ويدعوهم إلى أجمل سهرات الدّان في تريم وكان من أبرز زملاء حدّاد من شعراء الدَّان سالم بن عبدالقادر العيدروس ، مستور حُمَادي ، عايض بالوعل ، سليمان بن عون ، محمد بن سقاف الهادي ، جعفر بن طالب ، مبارك الجليل ، وغيرهم. ومن المُغنِّين سعيد مبارك بن مرزوق الذي صاغ الكثير من ألحان الدَّان ، عوض فاضل ، عوض باسعيده، هادي وعوض أبناء يسلم بريِّك ، عبيد مبارك باني، سعيد بن فريج ، عبدالله بن برك، وغيرهم
ولماّ كان لحدَّاد ملكة شعرية كبيرة إستطاع بها أن يكتب الكثير من القصائد المطوَّلة بألحان الدَّان أو غيرها … واستطاع أن يأخذ الحظّ الأوفر في المساجلات الشِّعريَّة ولـه ألحان كثيرة قال عليها كثير من الشعر غنَّاها كثير من الفنّانين اليمنيين وغيرهم ، وسجَّلوا الكثير منها في الإذاعات وعلى الإسطوانات وفي أشرطة الكاسيت ، ومن هؤلاء الفنّانين سالم باحويرث ، محمد جمعه خان ، سعيد عبدالنعيم ، أبوبكر سالم بلفقيه ، محمد سعد عبدالله ، كرامه مرسال ، إلى جانب كل الفنّانين الحضارم ، وقّلَّ أن تخلو جلسة فنيَّة أو سهرة عامَّة من غناء قصائده الجميله
وكان للدّان عند حدّاد مكانةٌ خاصة ، فهوَّ يعشقه كما قال في إحدي قصائده:
نسيـت العشـــق ونسيــت أهلـــــه                ولـمَّــا جيـت سفـحِ الطويلــــه
لُحقتِـه عـاد في عُشَّاقها صَطْلِــــه                يمَضُّون الليالي زام بعد الزَّام
إنَّ العشق الذّي يقصده هُوَّ الفن وجلسات الدَّان التي يتنفَّس من خلالها أروع ما تجودُ به قريحته الشِّعرية الفذَّه، وإذا مرَّ عليه زمن لم يسمع فيه غناء تموت روحه كما يقول:
نِسنسُوا بـالــدَّان واحيونــا                          عندكم مِن مـات حَـد تحيُـــون
أو في قصيدة أخرى يخاطب فيها صديقه مغنِّي الدَّان عوض باسعيده ، حينما عاد من هجرته:
رُدّدُّه رَدِّه بـــــــــــــرَدِّه               مَـغنــاك يـابـاسعيـــــــده
ولقد حَكَى أحد المغنّين (الجَمَّالـه) أنَّه عندما كان هذا الجَمَّال يعمل على جمله يغنِّي كعادة جميع الجَمَّالة ويتعمَّد رفع صوته الجميل بالغناء عندما يقترب من بيت حدَّاد حتى ينتبه لـه فيدعوه حدّاد للبيت ويدفع لـه أجرة أكثر ممَّا يدَّخرها من عمله وتطيب الجلسة لحدّاد فهذا يغنِّي وذاك يقول الشِّعر وكانت لحدّاد مشاركات في المجالات العلمية والأدبية والوطنية.
عاشور أمان في حياة حدّاد الفنيَّة:
كان الفنَّان عاشور يسر أمان من مواليد مدينة تريم ، وكان مولعاً بإنشاء القصائد الدينية منذ الصغر ثم تعلَّم العزف على آلة العود وأصبح يجيد العزف والغناء ، وكان من أقران حدّاد سِنَّاً وملازماً لـه في غداته وروحاته ، فكوَّن الإثنان ثنائيَّاً رائعاً في الفنِّ والطرب حتى استهلَّ حدَّاد كثيراً من قصائده بذكر عاشور فيها فجاءت أغنية حدّاد الشهيرة:      
بسـألك يا عاشُور عن حال البلــد                واخبار غنَّانا وكيف الناس والبَلدِه
باللَّه خابر عـاد حَـد من بعد حَــد                 عـادُهُـــــم في ذكِـــــــر حـــــــــدَّاد
وأغاني كثيرة أخرى مثل:
ثم قال خو عيديد عاد الســـرور                     من يــوم شَلِّ الصوت عاشـــور
صوتـه يجلّــي همَّنـــا والكــدور                    كم قلــب من نغمتــه مســـــرور
ومثل:
عاشـور نِسِّمنـا تفضَّـل ضـاق قلبي واعتصَــر         قد ليالي سبع لي عَدَّت عَلَي في وسط سيـوون
ومن خلال هذه الأغاني الجميله وغيرها ، يمكننا أن نتصوَّر قُوَّة الصّداقة الحميمة بين حدّاد وعاشور أمان
وعندما كان حدّاد في إحدى زياراته لمدينة سيؤن غاب فيها عن مسقط رأسه وأحبابه خمس ليالي معدودة يكابد فيها أشدَّ لواعج الشّوق ، جاء إليه عاشور أمان من تريم وكأنَّه حاملاً لحدّاد نفحات من عرف أحبابه وأخباراً منهم. ويتساءل حدّاد عن ذلك في تلك القصيدة التي سبق ذكر بيتها الأوَّل إلى أن يقول:
وان قُد تِنَاسَوا من قــَرَبْ ولاَّ بَعَـــد                      وبالوعود الكاذِبـه بُكرَه قفا بَعْـدِه
مَعَــاد حاجِـــه للمُوِلَّـــى والمَــــــرَد                      با قـــول في سيـــوون يــــــا راد
***
وان كان في سيوون قَصدي ما يَجَد                        برحَل أنا ويَّاك لاقُربِ الحَرَم جِدِّه
بشكي بُهُم عند النَّبي جـــدِّي حَمَـــد                         عسى يليِّـــن طبِــــع كل حـــــــاد
نعم إنّه ينوي الرَّحيل ، ولكن ليس لوحده سيأخذ معه عاشور أمان الذّي يمثِّل الجزء الفنِّي الآخر لـه والرَّحيل لا لأجل الهجره والإبتعاد عن الأحباب العنودين ، ولكن لأجل التوسُّل عند قبر النّبي –صلى الله عليه وسلم- لتخفيف عناد هؤلاء الأحباب.
لقد عُرِفَ عاشور أمان بعد وفاة حدّاد عند مقابلته أبناء وأقارب حدّاد بالبكاء والنّحيب ، والحقيقة أن عاشور أمان إحتجب في بيته بعد وفاة حدّاد ، وعزف عن العزف والغناء ولم يبارح بيته إلاّ إلى مثواه الأخير في 27/ذوالحجة/1405هـ.
ولا نستطيع في هذه العُجالة أن نتتبَّع قصائده التي أوحت لـه بها نسمات عليلة حملت إليه نغمات شجيَّة من أفواه تفوح بالمسك والعنبر ، إهتزَّت لها أذنه الموسيقية … فاهتزَّت معها مشاعره الجيَّاشة بالفنّ والحب، ولكننا وددنا أن نشير إشارة بسيطة إلى إحساسه الفنّي البديع الذّي أثَّر بصورة واضحة على حياته العامرة بالفن.
هكذا عاش حدّاد بن حسن حياته الفنيَّة الغنيَّة بالجلسات والسهرات التي يدعو لها في بيته كل من لـه صلة فنيَّة من تريم أو من خارجها ، وكان بيته مزاراً لكُلِّ الفنَّانين من شيوخ وشباب يطمع كل منهم في حضور جلسة من جلساته ، وقد شَجَّع الكثير من الناشئين والشباب على الغناء والعزف ، ومن أبرز من كان يرتاح لأصواتهم الفنّان القدير -عيدروس بن عبدالقادر (سعيّد) الكاف- الذّي غنّى ولا زال يغنِّي معظم قصائد حدّاد الغنائيَّة وسجَّل بعضاً منها في إذاعة المكلاّ وعلى أشرطة الكاسيت، حيث كان حدّاد يحرص دوماً على وجود عيدروس في كُلِّ سهراته الفنيَّة ولعلَّ عيدروس أكثر المغنّين لقصائد حدّاد الذي تلقّى الأصوات مباشرةً من حدّاد وممَّن يلتزم بأداء اللّحن والكلمات كما هي سمعها من حدّاد نفسه ليوثّق بها أصل اللّحن والكلمات والذي شبه أن يكون متخصّصاً بغناء قصائد الدَّان وأغلبيتها لحدّاد.
وفاته:
    توفِّي عند رجوعه من زيارة دعوية من بعض من المشائخ والعملاء الأجلاّء مثل الحبيب العلاّمة محمد بن سالم بن حفيظ للمشهد والهجرين ، وأثناء صعوده في عقبة الهجرين وكان يريد زيارة الحبيب أحمد الكاف سقط مغشيَّاً عليه في تلك اللحظة وأخذوه إلى سيؤن للفحوص وتريم فوجدوه قد فارق الحياه ، وكان ذلك يوم الأحد السادس عشر من شهر ربيع الأول لسنة 1389هـ ، ودفن في اليوم الثاني الإثنين عصراً في مقبرة زنبل بتريم بجانب قبر والده. وقد حضر تشجيع الجنازة جمعٌ غفير من تريم وضواحيها ، ولم يوجد في تلك الفترة من أولاده الذكور الخمسة إلاّ عبدالقادر وسالم ، وكان إبنه الأكبر حامد في مصر وحسن وعلي في الحجاز ، حيث توفي وخلَّف من بعده أولاداً من الذكور خمسة وهم: حامد وحسن توفاهم الله وعلي يعيش حالياً بجدة وعبدالقادر بصنعاء وسالم توفاه الله إثر حادث أليم ، ومن الإناث سبعة توفّت إحداهن ، وجميعهم من ست زوجات.