الاثنين، 8 أكتوبر 2012

ديوان ( أشواق حضرمي ) للشاعر ابو سعد النشوندلي



اشواق حضرمي

(ديوان شعر باللغة العربية الفصحى)

كتبه:
أبوسعدالنشوندلي

(حقوق الطبع محفوظة)

لتحميل الديوان
إضغط هنا












قصيدتين مختارة  من الديوان 





    3)قصيدة ابنيّتَي


ابنيّتي قد شاب رأسي ولحيتي
ومضت صروف الدهر تهدم قوتي

  
في ثالث العقد اعيش مجندلا

بين المشيب غارقا في علتي

  
أبنيّتي هذا الهزال يجرّني

نحو السقام عابثا في صحتي

  
ومضى يطاردني سؤال حائر

وترددت أصداؤه في خلوتي

  
حتى متى هذا الهزال ينوشني

قد آن يرثى لدمعة طفلتي

  
ومضت ملامحه تسطّر رسمها

وعلى شحوب الوجه غابت فرحتي

  
لاتأسفِي مما رأيتِ من الاسى

خلف الشحوب بداية لحكايتي

  
هذا شبابي تائه في غربة

وغدوتُ ارقبه ليمسح عبرتي

  
ومضى صديقي ساخراً في قوله

أنت النحيل مثل وزن الريشة

  
ماضرّني هذي السهام وجرحها

شرف المهند في رقيق الشفرة

  
ماضرني يوما مقالة شامت

أو طاعن ابدى مساوئ عورة

  
سأظل يابنتي أكابد حرقة

حرّى تشّب جحيمها كالجمرة

  
سأعيش في هذي الحياة مؤملا

شيب الروؤس غير شيب الهمة

  
سأظل أبدي للزمان تجلّدي

الصبر زاد وهو نعم مطيتي

  
لاتحسبي اني هزمتُ موليا

مهما رموني انني كالنخلة

  
لاتحسبي اني حزنتُ لقولهم

قلبي كبحر لم تصبه الكدرة

  
اني امرؤ سأعيش دوما عاليا

وتلوح امآلي كمثل الراية

  
ان زارني هم دعوتُ الهنا

ان الكريم لكاشف للكربة

  
مدي يديكِ ياابنتي لدموعنا

من غيركِ انتِ يضمّد دمعتي

  
قدقالوا عني شاحبا اوبائسا

محدودب الظهر هزيل البنية

  
اني كتمتُ جراحهم ومقالهم

إن الشماتة هي شر بضاعة

  
هذا الهلال يغرّني في حسنه

محدودب الظهر رشيق القامة

  
يختال في خطواته ولباسه

وغدا يتيه في وشاح الفضة

  
هذا الهلال إنّ جسمي مثله

متنقل في الضعف ثم القوة

  
هذي الحياة مراحل ومراتب

بين الغناء وبين بؤس الفاقة

  
ياليت عيشي في الحياة قناعة

تفنى كنوز والقناعة ثروتي

  
ماغرّني هذي الكنوز وسحرها

اني سعيد في ربوع الاسرة

  
ويزيدني الرحمن أعظم منّة

بهداية للدين اغلا غايتي

  
الدين امسى للحياة سعادة

لولاه كنا في جحيم الغابة

  

................................................................................................................
قصيدة(عاشق من حضرموت)          
أنا حضرمي قد عشقتُ بلادي
 
وتراقصت في خاطري وفؤادي
  
ومضيتُ ارسم حبها في مقلتي
 
وأنا المتيمُ في ربوع بلادي
  
وأبيتُ في فرح أغازل حبها
 
وتعانق العين الربى والوادي
  
ياحضرموت الحب رفقاً فالهوى
 
يجري على القلب بلاميعاد
  
ونظمتُ من سحر القصيد بلابلا
 
تروي الفؤاد بنغمة الانشاد
  
بلدي لكِ الاشواق غنّت حرة
 
وتهيم في روحي ودمعي حادٍ
  
ونشأتُ في أحضانها متألقا
 
نجمي يضوي في سما الامجاد
  
وسكبتُ فيها ادمعي بصبابة
 
قد ازهرت في عشقها اورادي
  
ويطير من شوقي حنين مغرّد
 
ويفيضُ من قلبي بحار مداد
  
ياحضرموت الخير زيديني هوىً
 
اني غريب قد سئمتُ بعاد
  
ورحلتُ يابلدي ولولا حاجة
 
قد أرهقتني ولقمة الاولاد
  
وتركتُ يابلدي هواكِ مكرها
 
ونزلتُ في بعدٍ وأنتِ مرادي
  
ورماني دهري بين فكّي غربة
 
أجرت دموعا اظلمت اعيادي
  
وتخاصمتْ نفسي وقلبي والكرى
 
وتقرّحت عيني بطول سهاد
  
ومضى الحبيب مواسياًفي غربة
 
صبراً ترى الخطب بهذا عادي
  
وتمرُّ ايامٌ وعمرك ينقضي
 
وتعود مسرورا الى الاولاد
  
صبراً خليلي فالحضارم قومنا
 
امثالنا في غربة وبعاد
  
كتب الزمان عليهمُ أن يرحلوا
 
وتفرّقوا شتى بكل بلاد
  
في ارض جاوة والخليج وهندها
 
هم في لظى والبعد بالمرصاد
  
ياليتني يوما أعودُ لبلدتي
 
اروي لها الجرح وكل جهاد
  
ولقد خشيتُ بأن أموت بغربة
 
وحنين شوقي لخالد وسعاد
  
اولادي مهلا إن تباعد حبنا
 
روحي تطير في سباق جياد
  
وتبدلت احلامي بعد فراقكم
 
ولبستُ في سفري ثياب حداد
  
ومضى كفيلي ظالما في حدّة
 
وكأنني العبد لدى الاسياد
  
واذا سالتُ الحق زاد شراسة
 
الويل من قهري وبؤس عناد
  
في كل يوم إن رآني مهدداً
 
وأنا الاسير اعيشُ في استبداد
  
ومضيتُ ادفعُ للكفيل هدية
 
او حزية العام مع الاسناد
  
هذي معاملتي وإني مسلم
 
القى الهوان وسطوة الآساد
  
واذادعوني قالوا انت معفّن
 
قالوها في غضب وفي احقاد
  
ياليتني جذعا اعيشُ ببلدتي
 
بين الكرامة شامخ الاوتاد
  
هذي حروفي قد ختمتُ دموعها


انا حضرمي قد عشقت ُبلادي
  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق